من حيث لا أدري هبطت كالوحي ..
ومن حيث لا تعرف أمطرتني بالحب ..
بلا وعدٍ ولا موعد ..
كان اللقاء محض صدفة ..
وتكرر اللقاءات محض قدر ..
وفي لحظة أخيرة ..
استرجعت فيها شريط الذكريات ..
واستجمعت فيها كل قواي ..
همست في أذنها ..
سيدتي ..
انتِ فاتنة .. فاتنة .. فاتنة ..
لكن قلبي مختومٌ بـ "غير صالح للحب" ..
أريد علاقة من نوعٍ آخر يا هذه ..
أما الحب قد منحته لسواك وذهبت به ..
ليس عندي منه رصيد أنفقه على غيرها ..
فهل يرضيك ؟!!
استدارت ونصفها ابتسامة ونصفها الآخر غضب ..
لم تقل شيئاً ..
شيء أشبه بالحشرجة كان يعبرها ..
وشيء أشبه بالحرية كان يغمرني ..
شهيتي مفتوحة للكتابة هذا المساء ..
شيء ما يدفعني للثرثرة ..
قالوا كثيراً وتحدثوا طويلاً عن أن للثرثرة قدرة خرافية في التخفيف من الضغوط النفسية ..
بالرغم من عدم اقتناعي التام بذلك ..
وبالرغم من عدم اقتناعي بما سأكتبه الآن إلا أني أصر على الكتابة ..
أكره ما أكرهه يا ساده في هذا العالم هو كلام الباحثين والأطباء النفسيين وخصوصاً أولئك الذين يظهرون في الفضائيات ..
ويمارسون دور العرافين ساعة و دور المنجمين وقارئي الكف ساعة ووو... إلخ
تذهب إلى الدكتور فيسألك عن حياتك الشخصية بحجة تشخيص الأسباب التي تقف خلف عاهتك النفسية..
ويطلب منك التجرد أمامه وإفشاء أدق الأسرار
ثم يكتب لك تقريراً مطولاً عن حالتك ..
أكثر من ثلاثة أرباع التقرير عبارة عن أشياء قلتها أنت بنفسك أثناء حديثك معه
لكنه أعاد صياغتها بطريقة أخرى وأدخل عليها القليل من المصطلحات الطبية مضيفاً ما قاله فرويد وما قاله ديكارت وووو ..
وما يثير الشفة أكثر هو أننا نقف مدهوشين أمام هذا الدكتور ..
كيف عرف كل هذه الأسرار ؟؟
وكيف توصل إلى كل هذه النتائج ؟؟
ذهبت إلى أحد "الثقات" المهتمين بعلم النفس في مكتبه وبدأنا النقاش عن علم النفس وأهميته ..
بعد أن أسهب في الشرح استطرد قائلاً: بل إن هناك علم آخر يستطيع تشخيص حالة المرضى عن طريق ما يكتبونه ..
ثم حدثني عن المرضى الذين عالجهم وأصحاب السمو الذين وقف بجانبهم بفضل الله ثم بفضل هذا العلم ..
ولا أخفيكم أني كنت أظهر له الاحترام والاندهاش وأصفه بالعبقرية ظاهرياً
لكنني من الداخل كنت أتصارع مع شيء يقول لي لا تصدق هذه مبالغة ..
قلت له دعنا نقوم بتجربة علمك علي شخصياً ..
قال: سأفضحك .. هههههههههههه ..
قلت: لا شيء لدي لأخفيه ..
تردد قليلاً ثم قال لا بأس ..
ناولني ورقة فكتبت له ما أراد ..
ورسمت له ما أراد ..
ثم أخرج عدسته المكبرة وبدأ باستعراض حالتي الشخصية ..
خمسة أشياء تقريباً من ستة أشياء لم تكن فيني لا من قريب ولا بعيد ..
وبدلاً من أن يعترف بخطأه قال لي أنت تخفي الحقيقة لتوقعني في حرج ..
مشكلتك أنك لا تواجه نفسك ..
وبدأ بتشخيص أقصد "ترقيع" الموضوع ..
قال لي من خطك يبدو أنك لا تمارس الرياضة نهائيا ..
قلت لكني أمارس الرياضة بانتظام منذ سنتين في أحد الأندية ..
ثم قال ومن خطك يظهر بوضوح أنك تعاني من ألم في قدمك اليمنى ..
قلت وقد بدأ يتضح كذبه محاولاً إيجاد مخرج له "هل تقصد بشكل عام أم الآن؟ "
قال: الآن ..
قلت والذي رفع سبع وأنزل سبع لا أشعر بألم ..
قال: وهل تشعر بألم في المثانة ؟؟
قلت: لا ..
قال: إذاً أنصحك بعمل فحوصات ..
قلت: حسناً ..
قال: أنت على علاقات واسعة مع الجنس اللطيف
قلت: ماذا تقصد بعلاقات واسعة ؟؟
قال: لك علاقات حب مع اثنتين وعلاقات صداقة مع العديد ..
قلت: والذي رفع سبع وأنزل سبع لا أعرف من الجنس اللطيف أحداً خارج حدود الإنترنت وهي علاقات أخوة وصداقة في غالبها لم تصل إلى مرحلة الحب أبداً أبداً ..
قال: "جاك العلم عاد" ..
هنا لم أتمالك نفسي وبالكاد تمكنت من كتمان ضحكة مجلجلة ..
بعدها عاد ليقول أن مشكلتي الأساسية تكمن في عدم وضوحي مع نفسي ... إلخ ..
النقطة الوحيدة الصحيحة التي ذكرها هي هدوئي وحبي الغير طبيعي للعزلة ..
ما أريد قوله هنا ..
أن علم النفس علم قائم وصحيح لكن ما نراه الآن فيه مبالغات ممجوجة.. وقليل من يجيده
أن علم النفس الآن أصبح مهنة لا أقل ولا أكثر تستطيع بمعلومات بسيطة أن تسيطر على الجالس أمامك ..
هل كانت لكم تجارب مع أطباء نفسيين ؟
شاركونا ..
وأخيراً تراها ثرثرة واحد فاضي .. فيه حاله نفسيه ..
أجل رجلك توجعك أجل !!!
قم بس قم ..